EOSCommunity.org Forums

EOS Community Governance Proposal Draft Arabic Translation

مُسوّدةُ مقترحِ وثيقةِ الحوكمةِ الخاصِّ بمجتمعِ إيوس EOS

هدف الوثيقة

تهدفُ هذه الوثيقة إلى إعدادِ خطّةٍ خاصّةٍ بعملية ترشيحِ الأفراد، وتعيينهم في مراكزَ خاصّةٍ لمراقبةِ عمليةِ توزيعِ المواردِ الماديّةِ لدعم مجتمعِ عملةِ إيوس، وبالتالي امتلاكُ رؤيةٍ مستقبليةٍ للعملةِ إيوس، إنّ الهدفَ من عمليةِ الحوكمة ِهو بناءُ تمثيلٍ للمجتمعِ يراقبُ المواردَ الماليةَ، مما يؤدّي إلى تشجيعِ أفرادِ المجتمعِ على التعاونِ والعملِ معنا ضمنَ رؤيةٍ مشتركة.

وقد سبق هذا المقترحَ الكثيرُ من الأبحاثِ، ويأتي هذا المقترحُ تتويجاً للعديدِ من المحاولاتِ الساعيةِ سابقاً للوصولِ إلى وضع مقترحِ حوكمة. ولفهم هذا المصطلحِ ومنهجيةِ التفكيرِ التي قادت إليه، يُرجى الاطلّاعُ على كتابٍ بعنوان “من أجلِ مجتمعٍ أكثرَ عدلاً، جوهرُ الديمقراطية” حيث يتناولُ بينَ سطوره أساسياتِ ومبادئِ تنظيمِ عملِ الأفرادِ بشكلٍ جماعيٍّ في ظلِّ مجتمعاتٍ يحكمُها قانونُ الغابة، ويحاول شرحَ مفهومِ الديمقراطيةِ الحقيقيةِ بعيداً عن الاستقطاباتِ السياسيّةِ والحيلِ الانتخابيّة.

يُعدُّ تحديدُ من سيكونُ داخلَ المجتمعِ ومن سيكونُ خارجَه أبرزَ التحدياتِ التي قد تواجهُ أيَّ مجتمعٍ، حيثُ يترتّبُ على أيّ فردٍ داخلَ هذا المجتمعٍ أن يلتزمَ بدعمِ مخرجاتِ عمليةِ الحوكمةِ وإلا فسيُطردُ منه. فقوّةُ أيِّ مجتمعٍ تنشأ من إجماعِ أفراده على قراراتِ حكومتِه وعدمِ تفكيرِهم بمغادرتِهِ، أمّا في حال عدم توفّرِ هذا الإجماعِ الذي يحولُ دونَ وقوعِ الانقسامات أو إثارةِ الكراهيةِ بينَ أفراد المجتمعِ فمن شأنه أن يزعزعَ قوةَ هذا المجتمعِ معلنًا بداية انهيارِه.

يتّسمُ مفهومُ المواطنةِ في عالمِ العملاتِ الرقميّةِ المشفّرةِ بالضبابيةِ والغموضِ، ويعتمدُ على التفسيرِ الشخصيِّ له، بمعنى أن يكونَ بمقدورِ أيِّ فردٍ أن يدعيَ الانتماءَ إلى المجتمعِ، ممتلكًا الحريةَ الكاملةَ في التصرّفِ بطرقٍ مختلفةٍ قد تتعارضَ مع قواعدِ السلوكِ التي يتبّعها أفرادُ المجتمعِ الآخرينَ، ما يعطي الفرصةَ للمعارضينَ والمتصيدينَ في الماءِ العكرِ إلى تشويهِ سمعةِ المجتمعِ الرقميّ.

يُبنى النموذجُ الديمقراطيُّ الحقيقيُّ في أيِّ مجتمعٍ على توجيهِ دعواتِ انضمامٍ تحتَ رقابةِ وموافقةِ السلطةِ المركزيّةِ، وامتلاكِ العضوِ المتقدّمِ الرغبةَ الكاملةَ للانضمام؛ ودون توفّرِ هذا الشرطِ تفقدُ السلطةُ المركزيةُ هويتها، وتفشلُ في تنفيذِ رؤيتها الخاصّةِ.

يتمثّل أهمُّ شرط للانضمامِ إلى المجتمع الرقميِّ عادةً في امتلاكِ عملةِ المجتمعِ المحليةِ، وخلاف ذلك يُستبعدُ الفردُ تلقائياً. ولسوء الحظِّ، يحكمُ معيارُ امتلاكِ العملةِ فقط غالبيةَ المجتمعاتِ الرقميّةِ في عالم البلوكتشين، ويقومُ بالتصويت حَملةُ العملةِ بغضِّ النظر عن رغبتِهم أو مشاركتِهم في الحوكمةِ، ويُعدُّ امتلاكُ العملةِ شرطا ًأساسياً للانضمامِ إلى حوكمةِ مجتمعِ العملةِ الرقميةِ. لفهم القصورِ في ذلك، تخيّلْ أن يسمحَ بلدُك بمنحِ العضويةِ إلى أيّ فردٍ يمتلكُ عملتَه، ما يعني منحَ الدولِ الكبيرةِ فرصةَ السيطرةِ على الدولِ الأصغرِ منها عبر إرسالِ أعدادٍ كبيرةٍ من أبنائِها لاحتلالِ هذا البلدِ من خلال شراءِ عملتِه فحسب، وهذا أمرٌ غيرُ مقبول.

لنتفقْ سوياً قبل طرحِ مقترحِ الحوكمةِ على تعريفِ مصطلحِ المواطنةِ على أنه: رغبةُ الفردِ التامّة بالانضمامِ إلى مجتمعٍ ما، واحترامُه لنظامِ الحوكمةِ الذي يطبّقُه، حيثُ يهدفُ المجتمعُ إلى تعزيزِ استقلاليّةِ أفرادِه وحمايتهم، والمحافظةِ على مكانتهم وتأثيرهم. إنّ المجتمعَ الذي يحاربُ ذاتَه لا استمراريةَ له، بمعنى آخر يقومُ المجتمعُ على إجماعِ أفراده على منهجِ الحكم الناظمِ له واحترامِ نتائجهِ مع وجودِ أصوات تنادي بالتحسين المستمرِّ للمجتمع؛ فالإجماعُ الكاملُ أمرٌ مستحيلٌ بطبيعةِ الأحوالِ.

ينشأ المجتمعُ بفردٍ يمتلكُ رؤيةً خاصةً ثمّ يدعو الآخرينَ إلى الانضمامِ إليه، أو بمجموعةٍ صغيرةٍ من الأفراد تتّفقُ على منهجٍ معيّنٍ في تسييرِ الأمورِ، ثمّ تدعو الناسَ للحاقِ بها وتأييدها. إذاً ليس من الصوابِ أبدًا أن يفتحَ المجتمعُ البابَ على مصراعيه، ليدخلَه الجميعُ دونَ امتلاكِ مقوّماتٍ يحدّدُها هو؛ فمثلُ هذا المجتمعِ سيكونُ شبيهاً بالثقافةِ السائدةِ في عالم الأثرياء، إضافةً إلى أنّ قبولَ الأفراد في المجتمع يتوقّف على درجةِ تقبّله لنظامِ حوكمةِ هذا المجتمع واحترامه، ولا يمكنُ جمعُ الناس بدايةً، ثمّ طرحُ فكرةِ حوكمةٍ عليهم.

العضويّة

تكونُ العضويّةُ عبرَ تقديم طلبِ انضمامٍ أو عبرَ توجيهِ دعوةٍ من أحد الأعضاء صادقَ عليها عضوانِ آخران، بمعنىً آخر يُمنحُ الفردُ حقَّ العضويةِ بعد حصوله على موافقةِ ثلاثةٍ من أفرادِ المجتمعِ العاديين، وموافقةِ مُمثّل مُنتخَبٍ واحدٍ على الأقلّ.

يحقُّ للعضوِ توجيهُ دعوةِ انضمامٍ أو مصادقةٍ على دعوةٍ بعد اجتيازهِ المرحلةَ الانتخابيةَ الأولى؛ إذ إنّ العضوَ الجديدَ سيُختارُ عشوائياً للاجتماعِ مع تسعة أعضاء آخرينَ من أعضاء المجتمع، ما سيقلّلُ من احتماليةِ وجودِ تلاعبٍ، أو وجودِ عدّةِ حساباتٍ للفرد الواحدِ او بناء تحالفاتٍ بينيّةٍ.

وفي كلّ مرةٍ ينمو فيها المجتمعُ بنسبةِ عشرةٍ بالمئة، يبدأ الانتخابُ تلقائياً، ويُمنعُ قبولُ أعضاءٍ جددَ حتّى انتهاء عملية الانتخاب، تجنباً لأيّ حوادث فوضى، أو دخولِ عددٍ كبير من مستخدمين وهميين على حسابِ المستخدمين الحقيقيين.

إضافةً إلى ذلك، يتوجّبُ على كل عضو جديدٍ دفعَ 10 قطع نقدية من عملةِ المجتمع المحليّة في كل عمليةٍ انتخابيةٍ (10 إيوس في حالتنا). إنّ شرطَي المصادقةِ والمساهمةِ المالية يساهمان في تطبيقِ رقابةِ الجودة، والتحكّم بمجرياتِ الأمور، والخضوعِ للمحاسبة، ومنعِ حدوث أي عمليات انتهاك. يمتلك جميعُ أفراد المجتمع حقَّ توجيهِ دعوة أو مصادقةٍ على دعوة عشرينَ فرداً جديداً في كلّ عمليةٍ انتخابيّة واحدة؛ بمعنى أنه يحقّ لمجموعةٍ مكوّنةٍ من ثلاثة أفرادٍ أن تدعو عشرين فرداً على الأكثر في كلّ عمليةٍ انتخابية. وتُقام الانتخاباتُ مرةً واحدة سنوياً على الأقل.

إلغاء العضوية

يُسمح للعضو من وقتٍ إلى آخر ارتكابُ تجاوزاتٍ مجتمعيّة، وعدمِ إجراءِ التعديلات اللازمةِ لتصحيح هذه التجاوزاتِ. نذكرُ كمثالٍ عن التجاوزات، عدمَ إتمامِ شرطِ إثبات الهويّة، حيثُ يحقُّ لأيّ عضوٍ فعليٍّ أن يُطالبَ بتنفيذه في حال الشكِّ بمصداقيةِ حسابِ أحد الأعضاء مثل: حالات التزوير، أو الشكّ بأنّه يملك أكثرَ من حسابٍ.

يتقدّم العضوُ بطلبِ إلغاء عضوية مرفقاً بسند كفالةٍ بقيمة مئة وحدة نقديّة (100 إيوس)، وتتمّ إعادة السند بالحصول على موافقة ثلاثةٍ من خمسة من أعضاءَ منتخبينَ عشوائياً وما لم يحصلْ ذلك تتمُّ مصادرتُه. يفقدُ العضوُ بعد إلغاءِ عضويّته حقّه في المشاركةِ في ممارسةِ الحوكمة، مع احتفاظه بحساباته الرقميّة أو أي أرصدةٍ أخرى ليست ذاتَ صلة بعضويته.

التسلسل الهرمي للسلطة

تجري العمليةُ الانتخابيّةُ وفق ثلاث مراحل:

المرحلةُ الأولى: اختيارٌ عشوائيٌّ لمجموعات تضمّ كلٌّ منها عشرةَ أفراد بمُمثّل رسميٍّ لكلٍّ منها، يتعيّن بالفوز بثمانيةِ أصواتٍ (يشكّلون المستوى الأوّلَ من الأعضاءِ المنتخبين).

المرحلة الثانية: يعيّنُ أعضاءُ المستوى الأوّل مجموعاتٍ عشوائيةً من عشرةِ أفراد، وتختار كل مجموعة مُمثّلاً لها بالفوز بثمانيةِ أصوات.

وفي حال عدم حصول الإجماع تفقد المجموعةُ مكانها التمثيليَّ في المرحلة التالية.

تتكرر العملية حتى نصلَ إلى مجموعةٍ أقلّ من 10 أفرادٍ نهائيّة

المرحلة الثالثة: يُنتخبُ من المجموعة النهائيّةِ للمُمثّلين المنتخبينَ بعددٍ أقلّ من عشرة، ويختارُ الرئيسُ بموافقة ثلثين زائداً واحداً، ويختارُ نائباه عشوائياً.

تنتهي العمليةُ الانتخابيةُ بتأليف حكومةٍ ثلاثية تتألف من: الرئيسِ ونائبيه وتسمّى السلطةَ الحاكمة الثلاثية، وأيّ قرار يصدرُ عن هذه السلطةِ يتطلّب موافقةَ الرئيسِ وأحد نوابه.

توزيع الأموال

تبلغُ الميزانيةُ السنوية التقديريّة لمجتمع إيوس 10 مليون دولار، تمّ حسابها بافتراض مساهمةِ مولدي الكتل بـ 0.025% من نسبة تضخّمِ العملة المحليّة لعملةِ إيوس بعد طلب ذلك منهم، ويُوزّعُ هذا المبلغ وفق النسب التالية 50% توزّعُ بموافقة ثلثي المجلس الحاكم، و50 % تّوزّع بالتساوي على المجموعاتِ الأدنى لدعم مبادراتها.

تقسّمُ ميزانيةُ كلّ مجموعة وفق النسب التالية:

  • 50% يُشرف عليها المُمثّل المنتخَبُ للمجموعة بالتعاون مع أحد أعضائها.
  • 50% يُقسم بين المجموعات أدناه.

تتكررُ هذه العملية حتّى يحصل مُمثّل المستوى الأوّل على رقابةٍ كاملةٍ للميزانيّة الخاصّةِ بمجموعته.

عدد الأعضاء عدد المجموعات نسبة الميزانية لكل مجموعة القيمة التقريبية لكل مجموعة السلطة المفوضة بإلإنفاق
المستوى صفر 10000 1000 0% 0.00$
المستوى الأول 1000 100 0.125% 12.500$ ممثل المجموعة
المستوى الثاني 100 10 2.5% 250.000$ ممثل المجموعة وأحد أفراد المجموعة
المستوى الثالث 10 1 50% 5.000.000$ الرئيس وأحد نوابه
ميزانية المجتمع 1 100% 10.000.000$ منتجو الكتل ( التضخم)

بكلام آخر، إنّ مجتمعاً مكوّناً من 10 آلاف فردٍ سينتخب 1000 مُمثّل، وكلٌّ منهم سيمتلكُ استقلالية تامةً وميزانيةً تبلغُ 12500$، وبالتالي سيكون في المستوى الثاني 100 مُمثّل، يشرف على ميزانيةٍ قدرُها 250 ألف دولار، على فرض أن يحصلَ على موافقة عضوٍ واحد آخر في مجموعتهم.

أخيرا سيشرفُ الرئيس على إنفاق 5 مليون دولار، مع حصوله على موافقة أحد نائبيه المنتخبَين، إذا وصل عددُ أعضاء المجتمع إلى 100 ألف فردٍ مع الميزانية الإجمالية نفسِها، وعندئذٍ سيكون التوزيعُ على النحو التالي:

عدد الأعضاء عدد المجموعات نسبة الميزانية لكل مجموعة قيمة تقريبية للميزانية لكل مجموعة السلطة المفوضة بإنفاق الميزانية
المستوى صفر 100.00 10.000 0% 0.00$
المستوى الأول 10.000 1000 0.00625% 625$ ممثل المجموعة
المستوى الثاني 1000 100 0.125% 12.500$ ممثل المجموعة وأحد أفراد المجموعة
المستوى الثالث 100 10 2.5% 225.000$ ممثل المجموعة وأحد أفراد المجموعة
المستوى الرابع 10 1 50% 5.000.000$ الرئيس وأحد نوابه

من المثير للاهتمام، أنّ أيّ مجتمعٍ بعدد أعضاء 100 ألف عضو، يُساهمُ كلٌّ منهم بعشرِ قطع نقدية من العملة المحليّة لمجتمع إيوس في كلّ مرحلةٍ انتخابية (10 إيوس في حالتنا)، سينتج عنه تلقائيًا ميزانيةٌ بمقدار 4 مليون دولار (وفق السعر الحالي 4دولار)، دون أيّ حاجة إلى تضخّمٍ في العملة المحليّة. ومن الواضح أنّ نموّ المجتمعِ ونموّ قيمةِ العملة المحليّة للمجتمع ينتجُ عنه ارتفاعُ الميزانيّةِ تلقائياً.

المصادر

More Equal Animals – The subtle art of true democracy

1 Like